تعيش مليكة وحدها في منتصف الصحراء، وتُدير هناك مطعماً صغيراً لا يقدّم سوى طبقان الأومليت، والأومليت بالبندورة. زبائن مطعمها هم المسافرون الذي يعبرون هذه الصحراء مثل أشباحٍ عائمة. يحكي هذا المكان قصةً بلدٍ كامل يختزلها في روحه، ولو أنه يبدو معزولاً عن العالم. فالأرواح والتراب والصمت يبوحان ما تحكيه دراما وأحلام أولئك الذين يتوقّفون عند هذا المطعم ليدخّنوا سيجارة، أو ليشربوا كأساً من الشاي، أو ليجدوا من يتحدّثون معهم، أو فقط ليجلسوا في حضرة الصمت. ويبدو بأن مليكة قد جمعت كل هذه القصص التي لا يُحصى عددها مع مرور السنين، وأصبحوا الآن جزءً منها كما هي الآن جزءٌ منهم.