تأمل شاعري في حياة فاطمة مع جواميسها الحبيبة في مستنقعات العراق القديمة. وبينما تنهار بيئتها من حولها، تنطلق في رحلة طويلة للحفاظ على أسلوب حياتها.
يتناول الفيلم - وبصورة شاعرية - عالم فاطمة، وهي سيدة ملهمة واستقلالية، تبلغ من العمر 60 عاماً واختارت أن تبقى في مستنقعات العراق (جنوب شرق البلاد) على الرغم مما تتعرض له المنطقة من انهيار بيئي. لقد اختارت فاطمة أن تعيش بمفردها مع حيواناتها على جزيرة من الطوب الطيني وحصائر القصب. يرصد هذا الفيلم الوثائقي حياتها لمدة عام، بينما تواجه العقبات التي سببها الجفاف والسيول والتغير المناخي الذي أصاب البيئة التي تعيش فيها، ويروي الفيلم تفاصيل حياتها اليومية بصورة بصرية بينما نراها وهي تحاول أن تتعامل مع الطبيعة القاسية التي باتت تسكنها الطيور المهاجرة وقطعان الجواميس والحصائر، وتتجلى في الفيلم روح الطيبة والقيادة التي تتمتع بها فاطمة، فضلاً عن حبها الشديد لحيواناتها. وعلى الرغم من التحديات التي واجهها مجتمعها والتضاؤل الذي تعرض له على مدار القرن الأخير بسبب الاحتلال العسكري وحقول البترول القريبة وعمليات التجفيف التي تعرضت لها المستنقعات بجانب الاضطهاد السائد، فإن فاطمة تحاول التمسك بأسلوب حياتها وبحيواناتها في وجه التغير المناخي، لكن قد يتوجب عليها الهجرة إلى المدينة وفقدان أغلى ممتلكاتها المتمثلة في حيواناتها واستقلاليتها.