Doha Film Institute
ربما يكون مُستغرباً أن يجد الإنسان رابطاً - بهذه الغرابة كتلك التي يتناولها هذا الفيلم - يوحّد منطقةً مزّقتها التقاليد المتضاربة، وعجلة الحداثة المتسارعة، والحروب المتقلّبة، وموجات التهجير القسري، ومتاهة الصراعات السياسية.
يكمن هذا الرابط، الذي يتناوله هذا العمل، في لعبة كش الحمام التي تملك جذوراً عميقةً في بلاد الشام. فبغض النظر عن رأيك فيها، هوايةٌ لملء الفراغ، أو مهنةٌ احترفها الناس لكسب الرزق، أو جزءٌ من تراث المنطقة، أو حتى إدمانٌ مشؤوم، تختصّ لعبة كش الحمام بشبكةٍ فريدةٍ نأت بنفسها عن حسابات السياسية من سوريا إلى لبنان لتربط بين الناس بمختلف طوائفهم الدينية وآرائهم السياسية.
اكتشفنا في لعبة كش الحمام رابطاً غريباً يجمع منطقة الشرق الأوسط التي مزّقت أوصالها الحرب والتهجير والاستعمار والتنوع الثقافي. فإذا نظرت إلى السماء وقت طلوع الشمس وغروبها فستجدها تعمر بأفواج الحمام الذين يتبعون حركاتٍ من لعبة قمارٍ يعود أصلها إلى قرونٍ قديمة، وفي هذه اللعبة استبدلت أوراق الشدة بالحمام، واستبدلت السماء بالأرض. وكل لاعبٍ يحبس سربه إلى أن يحين موعد إطلاقه أملاً في جذب حمامات جاره إلى سطحه لكي يستطيع الإمساك بها وتعزيز سربه. إنها لعبةٌ تمزج بين الاشتياق والغرور والإدمان والأمل تختزل فيها الطيور الأوجه الكثيرة التي يُخبّئها لاعبو هذه اللعبة. تتجاوز شبكة لعبة كش الحمام الحدود الجيوسياسية في المنطقة. وفي هذا الفيلم نتبع رحلة الحمام من سطحٍ إلى آخر ونتعرّف ونحن على أجنحتهم على تفاصيل الحياة الشخصية لمختلف لاعبي هذه اللعبة.

قائمة المشاركين

إخراج
سيناريو
إنتاج

نبذة عن المخرج

ولدت ليا نجار عام 1994 في فيينا، ونشأت في بيروت، وتخرّجت في مدرسة سيتي إنترناشونال في بيروت. ثمّ أكملت شهادتها الجامعيّة الأولى في الجامعة الأمريكية في بيروت في عام 2013. وقد عملت مصورة صحفيّة خلال سنوات دراستها. ثم أكملت درستها في أكاديمية السّينما في بادن فورتمبيرغ، وحصلت على دبلوم في الإخراج الوثائقيّ مع فيلمها الطويل الأول "كشكش" عام 2014. وقد عرض فيلم "كشكش" عالميًا أوّل مرّة في مهرجان كوبنها
جهات التواصل