تنطلق صانعة أفلام في رحلة شخصية لاكتشاف سر عمها الأكبر الذي اختفى في فرنسا خلال حقبة السبعينيات وعُثر عليه في مستشفى للأمراض النفسية.
في حقبة الستينيات، غادر عبد القادر، المعروف بـ ""قدّور""، تونس بعد أن حاز على منحة للدراسة في فرنسا، وقد كان آنذاك شاباً مليئاً بالحيوية والطموح. خلال سفره، كتب رسائل عدة إلى أسرته، لكن رسائله توقفت فجأة. وبعد مرور 10 سنوات، تكتشف الأسرة أنه يعيش داخل مستشفى للأمراض النفسية في باريس. وبعد إعادته إلى تونس، تستمر حالته الذهنية في التدهور، ويصبح فريسةً لليأس. ووسط ما يمر به من صراعات، يخبرهم قدّرور بأن لديه زوجة وابن في فرنسا، وهي قصة لم تصدقها الأسرة ظناّ منها أنها مجرد تهيؤات، لكن التفاصيل التي رواها قدّور ظلت في ذاكرة الأسرة، ونما منها سؤال مفاده: ماذا لو كانت كلمات قدّور حقيقية؟ وفي عام 2014، توفى قدّور بدون وجود زوجته أو ابنه إلى جانبه.
تنطلق صانعة الفيلم في رحلة تقصي شخصية، حيث تغوص في أسرار اختفاء عمها الأكبر. كانت المخرجة قد تم تشخيصها - في سن الثانية والعشرين - باضطراب ثنائي القطب لكنها تقرر مواجهة مخاوفها المتعلقة باحتمالية وراثتها للأمراض النفسية التي أصابت عمها، بينما تحاول جمع المعلومات عن العقد الأخير من حياته. ومن خلال حكايته وحكايتها، تكتشف حقائق مخفية عن تونس وفرنسا، تسلط الضوء عن أعباء المنفى والتهجير القسري والمحاذير الثقافية التي تعمل على إسكات أولئك الذين يمرّون بالأمراض النفسية. وهكذا، ومن خلال هذا الفيلم، تنجح المخرجة في البوح عن تجربتها هي وعمّها.