في إحدى قرى الهيمالايا، تعاني امرأة حامل من قسوة الأحكام التي أطلقها المجتمع في حق طفلها وشكّه في أن حملها كان في إطار الزواج. وسرعان ما تنطلق في رحلة صعبة في الأدغال القاسية للعثور على زوجها الغائب، وتؤدي بها هذه الرحلة إلى تجربة روحانية وشخصية تغير من مجرى حياتها وتدفعها إلى اكتشاف ذاتها واقتناص الحرّية.
في قرية من قرى الهيمالايا، تعيش بيما التي تبلغ من العمر 25 عاماً مع إخوتها الثلاثة: تاشي وكارما وداوا. يؤدي رحيل تاشي لممارسة التجارة في لهاشا إلى إضعاف العلاقة بين بيما وداوا، وسرعان ما تجد بيما نفسها على أعتاب مرحلة جديدة من التحوّل، حيث تتلاقى القلوب والأرواح. ينطلق كل من بيما وكارما في رحلة في عوالم ذات طبيعة قاسية بحثاً ليس فقط عن تاشي لكن عن سحر روحهما، ويواجهان صعاباً وتحدياتٍ خارجية تعزز من قوتهما الداخلية، إذ تصبح بيما رمزاً للقوة والتعاطف والاعتماد على الذات، بينما يتحرر كارما من حياة الرهبنة ويتفاعل مع ما تمنحه إياه الحياة من مزايا ونعم مادية. وعلى خلفية جبال الهيمالايا بهيبتها وعظمتها، فإننا نشهد انتصار بيما في رحلتها التي تعتبر - في نفس الوقت - انتصاراً للروح البشرية وقدرة الإنسان على الصمود وإعادة اكتشاف ذاته، كما نتابع همسات إعادة بناء الذات عبر الرياح ونسمع صدى أصوات الحرية وهي تتعالى في أحضان الجبال ونرى الروحانية وهي تستيقظ بين أرجاء الصمت الذي يغلّف الأماكن المقدسة. وبمرور الوقت، تصبح ملحمة بيما انعكاساً للتجربة الإنسانية أما جبال الهيمالايا، فهي لا تحرس الوقت فقط بل تصبح شاهدة على رحلتها للبحث عن زوجها الغائب وعن ذاتها أيضاً بينما نراها وهي تسعى للسعادة وتحقيق الذات ونيل الحرية.