يحاول أحمد الحائر بين والده الراقد على فراش الموت وولده اليافع، إبن الإثني عشر ربيعًا، أن يتغلب على روح التهكم والسخرية المتأصلة فيه لإنقاذ متجر عطور أسرته الذي يوشك على الانهيار.
تخلى أحمد عن مهنة ذات مستقبل واعد في مجال إدارة المتاحف للوقوف بجوار والده المحتضر، فأمضى باقي أيامه في إدارة تجارة عائلته الكاسدة في العطور. جعلت منه هذه التضحية التي أعقبها انفصاله عن زوجته شخصًا ساخرًا متهكمًا تجاه الطبيعة البشرية، وتجسد ذلك في علاقته مع عبد الرحمن، ابنه ذو الـ12 ربيعًا غير الآبه لشيء. لا يلتقي الأب مع ابنه وجهًا لوجه، وكان حالهما كما لو أنهما يتحدثان لغتين مختلفتين. كما انتابت أحمد الريبة والشكوك عندما عادت شقيقته المتحررة من رحلاتها في أوروبا لتحصل على نصيب معتبر من إرثها. ويفاجئ أحمد بطليقته تقاضيه زاعمة أنها لا تريد لابنها أن يرى جده يحتضر ويموت في بطء.