إذا أخبرت شخصًا أنّك تنوي السّفر إلى صحراء المغرب، والبحث عن أحجار ثمينة، فسينصحك ربما، بشيء من الاستهزاء، بالتّخلي عن هذه الفكرة البلهاء، ولكن ماذا لو سقطت هذه الأحجار من السّماء؟ وماذا لو كانت هذه الأحجار سببًا في تغيير مجرى حياتك بالكامل؟ هذه هي قصة البدوي محمد والعالم عبد الرحمن وغيرهما من البدو، كلهم يبحثون عن الحجر نفسه ولكن تختلف الأسباب. تنصهر آمال كلّ منهما وتتحوّل إلى آمال تمسّ قلوبنا جميعًا.
تشتهر صحاري شرق المغرب وجنوبها بسقوط النّيازك من السّماء، مما جعل هذه الأراضي المجدبة منجمًا ثمينًا مليئًا بالأحجار السّماويّة. يحكي فيلم “شظايا السّماء” قصة محمد، وهو بدويٌّ خمسينيّ يعيش مع عائلته في خيمة في أطراف صحراء المغرب الشّرقية. يقرّر ويعقد العزم على تغيير واقع عائلته القاسي، فيبدأ البحث عن هذه الأحجار التي أغرته بفرصة قلب حياته وحياة عائلته. وفي جانب القصّة الآخر العالم المغربيّ الشّهير عبد الرحمن، الذي يرى في هذه الأحجار مصدرًا قيّمًا يُعينه على تطوير أبحاثه والإجابة عن أسئلة أصل الأرض بل والوجود نفسه. فيرى عبد الرحمن أنّ هذه الأحجار السّماوية قد تبوح ببعض الأسرار والإجابات عن الأسئلة الوجوديّة. ويتحوّل البحث إلى رحلة روحانيّة تجد صدى لها في قلب كلّ منا. فهناك البدوي والعالم اللذين لا تتقاطع دروبهما أبدًا في الفيلم، ولكن لغة السّينما تربط مصائرهما معًا.