تنطلق فعاليات كأس العالم لكرة القدم فتعتري سكان مدينة بيروت مشاعر الإثارة والحماس. لكن سُرعان ما يتم التشويش على هذا الحدث المُنتظر بشدة عبر موجات صوتية غريبة تمهد الطريق لحدث مباشر وأضخم من كأس العالم بكثير.
تنطلق اليوم صافرة بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ينتظرها أهل بيروت بفارغ الصبر. ولكن لسبب ما تعرضت إشارة المباراة الافتتاحية لتشويش على جميع القنوات. فاجتاحت المدينة أصوات الاستهجان التي ما لبثت أن استحالت غضبًا وازدادت عنفًا. فيدرك الناس حينها أنّ هجومًا إسرائيليًا على وشك الوقوع، ولكن بدلًا من الهروب والاختباء يدركون أن ثمّة فرصة سانحة لمشاهدة حدث أوقع أثرًا من المباراة من فوق أسطح منازلهم. كان الواقفون فوق الأسطح المتناثرة ينعمون بزاوية رؤية جيدة لمشاهدة الهجوم بينما يجاهد من هم أدنى منهم لإيجاد بقعة أكثر ارتفاعًا. وفيما تبعث إسرائيل برسائلها الداعية لمغادرة المدينة، تنطلق أصوات الأغاني المبهجة من أثير الإذاعة بينما تلعب فتاة في العاشرة من عمرها على أرجوحة تطير بها جيئة وذهابًا بين الشرفة والهواء الطلق.