في مجتمع يتحكم بالمشاعر، يكتشف أحد عمال مصانع الصباغة مكاناً لا يخضع للمراقبة، فيواجه النظام القمعي ويتكبّد ثمن المشاعر والحرية والإنسانية.
في زمن ما بعد هلاك البشر، بات المجتمع يتحكم ويراقب ويكبت المشاعر. نتابع حكاية أمير، وهو عامل في أحد مصانع الصباغة من الدرجة ""ب"" ويعاني في ظل نظام مصمم على محو غرائز البشر. يعاني العامل من مرض مزمن لا يمكن علاجه إلا لو وصل إلى الدرجة ""أ""، ويحاول جاهداً تحقيق التوازن بين ضبط مشاعره والبقاء على قيد الحياة، ويعتمد على رفيقه بالذكاء الاصطناعي ويُدعى صابر حتى لا يخالف النظام. تتغير ظروف أمير بعدما يحصل على ترقية قد تغير حياته وتمكّنه من تلقي العلاج في مكان لا يبعد عنه سوى ساعتين، ويبدو أنه قد لمح ضوئاً في نهاية النفق أخيراً، لكن انقطاع الكهرباء عن المصنع فجأة يجعله عالقاً في أحد المصانع ويصاب بنوبة هلع ويدفع ثمن تعبيره عن مشاعره، فيتم تخفيضه إلى الدرجة ""ج"" وتُسند إليه أقل المهام وأدناها والمتمثلة في تنظيف أرشيف المصنع تحت الأرض.
وهناك، وسط طبقات الغبار وأجواء اليأس، يسمع أمير صوت ضحكات بين الدهاليز والممرات، ويكتشف غرفة ""بدون إشارة"" وهي ملجأ سري يمكن للعمّال التعبير فيه عن مشاعرهم دون مراقبة ويترأسه العامل حسين ذو الشخصية الجذابة. ولأول مرة، يختبر أمير مشاعر التواصل الإنساني والسعادة والحرية الشعورية لكن ثمن ذلك سيكون باهظاً، إذ سرعان ما يتصادم الطموح مع البقاء، ويتوجب على أمير الاختيار بين الولاء وإنقاذ نفسه. يستكشف هذا العمل قوة المشاعر وثمن الحرية والتمسّك بالإنسانية في عالمٍ لا يغفر ولا يرحم.