لا يجد حسن العراقي مفراً من أن يعمل مترجماً للاجئين العرب كوسيلة للبقاء في ألمانيا، ولكن يؤدي به عمله الجديد إلى صراعٍ داخليٍّ يتضارب فيه ماضيه وحاضره.
حظي حسان، الطالب العراقي الذي يعيش في برلين، بحياةٍ طبيعيةٍ هادئة نسبياً، ولكن في أحد الأيام تدفع به الظروف إلى أن يقبل العمل كمترجم في مركز إعادة تأهيلٍ نفسي للاجئين. ولم يحسب حسان بأن هذه الوظيفة ستكون حرباً أخرى. فالقصص التي يترجمها، يوماً تل والآخر، رمت به من جديد إلى كوابيس ذكريات العراق، إلى ماضٍ ظنّ أنه تركه وراءه ورحل عنه. ماضٍ استطاع، بطريقةٍ أو بأخرى، أن يتناساه لوهلةٍ من الزمن. إلا أن الطبيب النفسي الذي يعمل حسان معه لاحظ الصراع الداخلي الذي بدأ يتأجّج في صدره، وبالفعل يبدأ حسان بكتابة ذكرياته عملاً بنصيحة الطبيب بأن يواجه ماضيه. وفي خضم هذه المعركة العسيرة مع حياته الماضية، التي ترعرع فيها على آلام أربعة حروبٍ مختلفة، يبدأ حسان بإيجاد نفسه من جديد.
