في قابس، وهي واحة ساحلية يحاصرها مجمّع كيماوي، تحاول أسرة امتهنت الصيد لقمة العيش وتراود أعضاؤها فكرة الهروب والبحث عن مكانٍ آخر. وبينما ينهار البحر والأرض، تحاول أم وابنها الصمود برغم كل شيء، متمسكيّن بالوطن والذكريات ومشاعر الحب.
في قابس، وهي واحة ساحلية يحاصرها مجمّع كيماوي، تحصد فتيحة المحار في مياة مسمومة. لقد كان البحر مصدر رزق أسرتها في الماضي، لكن ملحه قد تلاشى وأصبح صورةً باهتةً مما كان عليه في الماضي. لم يعد زوجها قادراً على الصيد، وبات يتجول في المستنقعات، أما ابنها الأصغر فيقرر عدم الذهاب إلى المدرسة لمساعدة أسرته في تأمين لقمة العيش، بينما يستمر ابنها الأكبر، فاضل، والذي يعمل صياداً في ارتياد البحر بحثاً عن وسيلة لتأمين الطعام لأسرته بعدما أصبح منزلها خاوياً.
تبحث فتيحة عن فاضل، وتهمس للبحر بصلوات التضرّع لكنها لا تجد أية إجابات، فتسوء حالتها الصحية. وفي هذه الأثنا، تنهار تجارة المحار، ويقبل زوجها عبد الكريم مضطراً وظيفة حراسة نفس الهيئة التي تسببت في تسميم الحياة البحرية. وبعيداً عن قابس، يكتشف فاضل أن المنفى لن يمنحه هروباً حقيقياً، إذ يمر بظروف قاسية في أوروبا لا تخلو من الاستغلال والإهمال تماماً كبحر قابس الذي غادره. يشكل صمته عبئاً كبيراً على والدته القلقة، والتي تشعر بما يحاول ابنها أن يتفوّه به في ظل غياب كلماته.