يقدّم حسن وخضرة عرض الدّراجات النّارية الهوائيّ المُلقّب بـ "جدار الموت" منذ أربعة عقود. ولكن الزّوجين يرفضان رفضًا قاطعًا السّماح لابنتهما زهرة، المولعة بكرة القدم والدّراجات الناريّة، بالمشاركة معهما في العرض. يبلغ عمر زهرة 27 عامًا وهي تواجه اليوم قرارًا مفصليًّا بين البقاء ومساندة أهلها وبين رغبتها بتحقيق ذاتها والسّير في طريقها الخاصّ.
احتفلت عائلة الأنصاري بمرور أربعين عامًا على تقديمهم لعرض "جدار الموت" أوّل مرة، وهو أحد العروض التي تُقام في المهرجانات الصّيفية الرّيفية في المغرب. حسن، الذي يُعرف باسم "البطل"، هو محور العرض، إذ يؤدّي فيه حركات هوائيّة مذهلة بدرّاجته النّاريّة. ويواجه كلّ عام مهمّة شاقّة، إذ عليه كسب مالٍ خلال الصّيف يكفي لإعالة عائلته طوال العام. لطالما دعمته زوجته الوّفية خضرة، فهي تشرف على فريق العمل في غيابه وتعتني بأمور المنزل وبقطتها وتطرد الأرواح الشّريرة من المنزل. ابنتهما زهرة عُمرها 27 عامًا ذات الشّعر القصير والثّياب الواسعة، كانت تشارك في العروض من خلال تأدية بعض الحركات البسيطة بدراجتها النّارية. ورغم خبرتها وعمرها، إلا أنّ حسن يرفض تصدّر زهرة للعرض، اعتقادًا منه أنّ هذه الحركات خطيرة، وغير مناسبة لشابّة صغيرة في عمرها. أمّا أمّها خضرة؛ فكلّ ما تتمنّاه هو رؤية ابنتها وقد تزوّجت، وتشجّعها لتكون أكثر أنوثة. يستعرض الفيلم أزمة التّواصل بين الزوجين وابنتهما رغم أن عرضهم يواجه خطر الانقراض، من ناحية أخرى، يسلّط العمل الضّوء على رحلة زهرة ونضالها في سبيل تحرّرها وإيجاد مكانها في مجتمع محافظ.