عايدة، سيدة تبلغ من العمر 40 عاماً، وتعمل في مركز اتصال منذ أكثر من 10 أعوام. وبعد سلسلة من الأحداث التي تطرأ على حياتها، تبدأ عايدة في إعادة التفكير في حياتها والفراغ الذي باتت تشعر به.
"عملت عايدة في مركز اتصال لخدمة العملاء لعدة سنوات، وأصبحت الآن في الأربعينيات من عمرها وتعيش بمفردها في شقة في إحدى ضواحي تونس. تُمضي أوقاتها في العمل بمركز اتصال وهي تكرر العبارات ذاتها للعملاء الأجانب المتصلين، وتستخدم هوية أوروبية تحت اسم مستعار (كلارا) وتخبر العملاء بأنها تعمل مستشارة عملاء بشركة فرنسية تبيع باقات تذاكر للعطلات. يتم العمل في هذا المركز تحت إشراف دقيق ولا يهتم أصحابه سوى بجني الأرباح، وتتجلى فيه العلاقات الإنسانية والمصالح المعقدة.
تغادر عايدة منزلها كل صباح وفي المساء، تعود إليه بعد يوم عمل شاق. ومع تقدمها في العمر، تنزلق حياتها إلى مزيد من الفراغ والوحدة. تمر عايدة بعدة أحداث تجعلها تعيد التفكير في حياتها الفارغة، وعندما يأمرها رؤسائها بفصل عدة زملاء لها، تجد نفسها في منعطف غير مسبوق يجبرها على التحكم في حياتها وإيجاد معنى وهدف جديد لها فتتحرر من وظيفتها التي سلبتها حريتها.
"