بعد وفاة أمّه، يُنقل ناهويل، ابن السابعة عشرة، من بيونس آيرس إلى جنوب الأرجنتين ليعيش في كنف والده البعيد عنه، إرنستو، الذي لم يره منذ أكثر من عشر سنوات، ويبقى برفقته لثلاثة أشهر حتى يبلغ الثامنة عشرة من العمر. تأخذ ردّة فعله على وفاة أمّه شكلاً من أشكال الغطرسة، وأحيانًا التمرد العنيف، وتقوده علاقته المضطربة أصلاً مع أبيه إلى التصادم معه. يصطحبه أبوه، الذي يعمل دليلاً لهواة الصيد، مع فريقه ويعلّمه كيفية استعمال البندقية والبقاء على قيد الحياة في مجاهل البريّة. مع مضي الوقت، يتعلم الشاب الانسجام مع السكان المحليين، وتبدأ الضغينة بين الأب وابنه بالانحسار، ويبدأ ناهويل بإدراك وفهم الأبعاد المعقدة للعلاقات بين الكبار والمشاعر التي تربط بينهم.

في محاولةٍ لتجنب المسار الكلاسيكي لحكايات العودة إلى الجذور، تصطحب مخرجة "موسم الصيد"، ناتاليا جاراجيولا، ابن المدينة إلى الريف، حيث يصبح المألوف غريبًا – كل ما يتعلق بالعائلة وسن المراهقة – (ولعل خير مثال على ذلك بنات إرنستو الخمس الصغيرات والمزعجات، اللواتي يختلفن اختلافًا كبيرًا عمّا اعتاد ناهويل عليه). أما منطقة باتاجونيا الجبلية ذات الشتاء البارد فتبرهن أنها أفضل مكان لسنوات المراهقة، وخاصةً لناهويل الذي يواجه بعد وفاة أمّه حالةً من الحزن والحبّ والكآبة والحسرة والأمل.