رسالةٌ بالوسائط المتعددّة، أرسلتها شيماء التّميمي إلى جديها بعد أكثر من خمسين عامًا على وفاتهما، تسلّط من خلالها الضّوء على رحلة الهجرة والانتقال، مستعرضةً أعباء التّرحال المستمرّ التي أثقلت المهاجرين اليمنيين عبر الأجيال.
عندما عزم جدّ شيماء التّميمي على الهجرة من اليمن إلى زنجبار قبل نصف قرن بحثًا عن عمل؛ لم يكن يعرف أنّه قد فرض على أجيالٍ من عائلته مصير التّرحال المستمرّ. عاصر الرّجل الثّورة الدّموية التي اندلعت مطلع السّتينيّات في وجه الاستعمار البريطانيّ ليعود إلى اليمن مع بعض أفراد عائلته، ومنهم أبو شيماء. تدور عقارب الزمن 55 عامًا تنقّلت فيها عائلة شيماء بين خمسة بلدانٍ مختلفة، واليوم تجد شيماء نفسها بين جيل من اليمنيين تشكّلت معالم حياتهم على يد الحيرة والتّهميش والحرمان من الفرص بسبب القيود التي تلازم حاملي جواز السّفر اليمنيّ، حتى عندما يعيشون خارج بلادهم. يمزج "لا ترتاح كثيرًا" بين مقاطع أرشيفيّة ومواد تمّ اكتشافها ورسومات متحرّكة من زوايا مختلفة، مع تصميم صوتيّ تبوح فيه شيماء برسالة مصورّة صوتيّة مكتوبة إلى جدها تخبره بحكايا الهجرة والتّنقل التي عاشتها عائلتها على مدار 50 سنة. وبين الصّور العائليّة والمواد الأرشيفيّة وقصص المخرجة نفسها، يتنقل المشاهدون ما بين المكان والزمان إذ يستشعرون ما قاساه المهاجرون اليمنيّون وأحفادهم ممن عاشوا بلا وطن يشكّل هويّتهم. تسعى هذه النظرة لأعماق الذّات إلى التّشافي من صدمة جيل بأكمله، وخلق مساحة لسرديّة جديدة أكثر إنصافًا للهجرة اليمنيّة.