في غابة غامضة، تنزلق امرأةٌ ببطءٍ إلى أحلام اليقظة بينما تراقب الفراشات.
"خيال الفراشات"...فيلم عما راح من الزمن، عن الندم وجزع المرء من مآلات الاختيار. إنه فيلمٌ عن احتمائنا بذكريات الماضي ولجوئنا إليها، تماماً مثل الفراشات التي نحدّق بها مشدوهين وهي ترفرف في وعاءٍ زجاجي. تجري أحداث الفيلم في غابةٍ غامضة جذبت إليها امرأةً أثقلت روحها الأحزان ومن حولها فراشاتٌ يُعدن إلى ذهنها ذكريات حبٍّ مفقود. تحتلُّ الفراشة مكانةً محوريةً في هذا الفيلم إذ أنها تجسّد الذاكرة والرغبة. فالفراشة كائن يحمل مشاعر متناقضة فهي أخّاذة بألوانها البديعة والجذابة، ولكنها تفاجئك بمنظرها المرعب إذا ما اقتربت منها. يختزل الدرب الغريب الذي ترسمه هذه الفراشات العابرة زمننا الغارق في التناقضات، فهو منتظمٌ ولكن مبعثر، وهو عبثيُّ ولكن خطي، وهو رتيبٌ ولكن مفاجئ.