في مدينة شرم الشيخ، تلك المدينة التي تُعد بؤرة سياحية استهدفتها الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، هنالك يظهر العمّال المصريّون من الشباب صغيري السنّ وكأنهم عمال مهاجرين في بلدهم حيث إنهم أصبحوا رهينة الصراع الداخلي بين الحرية الغربية والثقافة التقليدية التي ينتمون إليها.
إنها مدينة شرم الشيخ رمز الحريّة والكسب السريع التي يحلم بها الشباب المصريّ. لكن الفترة الأخيرة شهدت تعرّض هذه المدينة الساحرة للعديد من الهجمات الإرهابية التي أدت إلى توقف عجلة قطاع السياحة هناك. يرصد فيلم «الحلم البعيد» مجموعة من العمال المصريين صغيري السنّ الذين يعملوّن في أحد الفنادق السياحية الفاخرة؛ حيث الصدام بين سخافات وقوالب الثقافتين الغربية والشرقية. هنالك تعيش تلك الفئة من الشباب حياةً أشبه بالحلم؛ ففي ظلال وجهات أحد الفنادق السياحية الفاخرة ينغمس هؤلاء الشباب في حياة تحوطها الازدواجية في كل شيء. ولا تعلم أُسرهم التي جاءوا منها بالإغراءات الحقيرة التي تخفيها هذه المدينة المتلألئة. ويقف هذا الجيل من المصريين في تضاد واضح مع الأعراف الثقافية الغربية، حيث يراها البعض الحرية التي لطالما حلموا بها، بينما يشعر آخرون بامتهان معاييرهم الأخلاقية. لكن الرحيل ليس أبدًا الخيار المتاح؛ فقد أصبح من الصعب عليهم نبذ حياة الحريّة التي تعودوا عليها والرجوع مجددًا لقيود ثقافتهم التقليدية. هم الآن تعوزهم الفرص الماليّة والشخصيّة على حدّ سواء، وقد وجدوا أنفسهم في رحلة وجوديّة بحثًا عن الذات.