Doha Film Institute
يواجه صانعا أفلام خطر الموت لتوثيق الثّورة السّودانية التي انطلقت شرارتها في عام 2019، يدفعهما أملهما الكبير بالتّغيير. وبعد مرور عام على الثّورة وخلال فترة الحظر بسبب جائحة كورونا، يعيد الاثنان النّظر في نواياهما الشّخصيّة ودوافعهما السّياسيّة، مع التّعمّق في قصة الثّورة وقصّة صداقتهما المستمرّة.
يأخذنا الفيلم منذ لحظاته الأولى إلى مساحة دافئة تجمع صديقين مقرّبين يحاولان استرجاع ذكريات الثّورة من خلال مجموعة كبيرة من المقاطع المصوّرة. يستذكر الصّادق وأبو ذر المرّة الأولى التي رأيا فيها الكاميرا وكيف غيّر هذا اللّقاء حياتهما مع مناقشتهما للاختلافات بين تقنياتهما في التّصوير. يرسم العزل في ظلّ جائحة كورونا صورة مختلفة تمامًا لمدينة الخرطوم عمّا كانت عليه خلال أحداث الثّورة قبل عام من الآن. ولا فرصة أفضل من السّكينة التي يمنحها هذا الحظر للمرء ليعيد النّظر في قراراته، إذ يجتمع الصّديقان لتناول الأسئلة والصّدمات المعلّقة من العام الماضي. ويقرّران مقابلة بعضهما أملاً في مساعدة كلّ منهما الآخر على التّعبير بصدق عن توقعاتهما الشّخصيّة وإحباطاتهما مع توالي فصول الثّورة. شهدت السّودان في الفترة من يناير إلى أبريل 2019 احتجاجات عارمة. فخرج النّاس إلى الشّوارع بأعداد ضخمة في مظاهرات حافظت على سلميّتها رغم تصاعد العنف الذي واجهوه. كان يوم 6 أبريل 2019 يومًا تاريخيًا شقّ فيه ملايين السّودانيين طريقهم عبر قنابل الغاز والرّصاصات ونجحوا في السّيطرة على المساحات المحيطة بالقيادة العسكريّة العامّة في العاصمة الخرطوم. سقط نظام البشير، ولكن تبع ذلك اعتصام دام شهرين طويلين، فقد أراد الشّعب السّوداني ضمان عدم ضياع مطالبه. تعرّض الاعتصام لهجمات شرسة أودت بحياة المئات، لتشكّل تلك الحادثة جرحًا باقيًا على جبين الشّعب السّودانيّ. يبدأ الصادق وأبو ذر بالمرور على ما صوّروه من مقاطع، وهنا يُدرك الصّديقان أن كل القصص التي رصدتها عدساتهما ما هي إلا انعكاس لقصّتهما: إنّها قصّة فنّانين تتحوّل أحلامهما ومخاوفهما وإحباطاتهما إلى واقع ملموس من خلال الشّخصيات والقصص التي صوّراها.

قائمة المشاركين

إخراج
باذر ادم , الصادق عبد القيوم
سيناريو
باذر ادم , الصادق عبد القيوم
إنتاج
علياء موسى

نبذة عن المخرج

الصادق عبد القيوم
الصادق عبد القيوم هو مصوّر فوتوغرافيّ وصانع أفلام سودانيّ. وُلد وعاش طفولته في مدينة أم درمان في السّودان، ودرس الوسائط المتعدّدة بين عامي 2005 و2008. يوظّف الصّادق صناعة الأفلام والفوتوغرافيا لسرد القصص. وهو مهتم بتطوير دراسة فهم الواقع من خلال عمله.
أباذر ادم
تخرّج أبو ذر آدم عام 2012 في جامعة النّيلين في العاصمة السّودانيّة الخرطوم حيث درس هندسة الاتّصالات. وقد شجّعه أبوه على تطوير شغفه بالفوتوغرافيا الكلاسيكيّة، إذ كان أبوه يجمع الكاميرات القديمة لتوثيق حياتهم في مدينة دارفور.
جهات التواصل