يطلق سراح سجين في مهمة لاستعادة مجموعة من الوثائق الهامة. رجلٌ عجوز يجر حصانه المريض في شوارع المدينة. ومجموعة من كتّاب الأغاني يجمعهم طموحهم لتأليف الأغاني. إنها صورة لمدينة الإسكندرية اليوم، مشاهد من الضياع والعزلة تأخذ مركز الصدارة والإهتمام في قصة واقعية محددة المعالم.
يواصل المخرج المصري ابراهيم البطوط في فيلمه الروائي الثالث إظهار شغفه بتفاصيل الحياة اليومية في مصر، فقام بتصوير فيلمه "حاوي" في مدينة الإسكندرية معتمداً على مجموعة من الممثلين الهواة وطاقم من المتطوعين. يستلهم البطوط في إخراجه من أساليب جودّار، وفيرتوف، وكياروستامي. يقوم البطوط في هذا الفيلم بمتابعة رحلة يوسف الذي أطلق سراحه بعد خمسة أعوام من السجن الانفرادي ليبحث عن مجموعة من الوثائق الهامة، ثم يتناول أحداثاً جانبية لشخصيات قد تبدو للوهلة الأولى منفصلة عن بعضها، منها مجموعة طموحة من كتّاب الأغاني، ومدير في إحدى القنوات الفضائية يبحث عن ضيف لأحد البرامج، وخيّال كبير السن يجر حصانه العجوز والمتعب وراءه عبر شوارع المدينة وغيرها. في النهاية، تتحول هذه القصص من أحداث عادية وبسيطة يمكن التنبؤ بنهايتها، إلى دراسة عضوية لمدينة مأهولة بشخصيات متباينة وغالباً ما تكون يائسة، تمثل نظرة عن كثب إلى ما يمكن تسميته الواقع، أو حياة الناس العاديين.