تعيش مالكة وحيدةً في قلب الصحراء الكبرى، حيث تُدير مطعماً أصبح واحةً يستأنس بها سائقو الشاحنات والسياح القلائل على طريق التجارة بين الجزائر ومالي.
تعيش مليكة لوحدها في منتصف الصحراء، وتُدير هناك مطعماً صغيراً لا يقدّم سوى طبقان الأومليت، والأومليت بالبندورة. زبائن مطعمها هم المسافرون الذي يعبرون هذه الصحراء مثل أشباحٍ عائمة. يحكي هذا المكان قصةً بلدٍ كامل يختزلها في روحه، ولو أنه يبدو معزولاً عن العالم. فالأرواح والتراب والصمت يحكيان ما لا تحكيه دراما وأحلام أولئك الذين يتوّقفون عند هذا المطعم ليدخّنوا سيجارة، أو ليشربوا كأساً من الشاي، أو ليجدوا من يتحدّثون معهم، أو فقط ليجلسوا في حضرة الصمت. ويبدو بأن مليكة قد جمعت كل هذه القصص التي لا يُحصى عددها مع مرور السنين، وأصبحوا الآن جزءً منها كما هي الآن جزءٌ منهم.