لقد فاحت رائحة الموت وسُمعِت صرخات الأهوال من وقائع أحداث الحرب السورية الأهلية على مدار السبع سنينٍ الماضية، والتي أزهقت من الأرواح ما لا يطيقه قلب إنسان. فالقصف الذي لا يتوقّف واستخدام الأسلحة التقليدية والكيميائية قد جعل مجرد مسألة السير في الشارع مقامرة حياةٍ أو موتٍ للناس في سوريا. وهو ما اضطرّ بالدكتورة أماني وفريقها باللجوء إلى تحت الأرض، ومن هناك، من أعماق الأرض، شيّد هذا الفريق النسائي منارة أملٍ لإنقاذ الأرواح في عين الأهوال التي تسبّبت بها الحرب. فلمّا اختار الكثيرون من أهل الغوطة الفرار بحياتهم، قرّرت مجموعةٌ شجاعةٌ من النسوة أن يبقين في أرضهنّ لمعالجة مرضاهم وإنقاذهم على حساب سلامتهنّ هنّ، في مكانٍ يتوجّب عليهنّ فيه مواجهة الموت المحدِق كل يوم لجلب الأطفال والمدنيين المشوّهين إلى المستشفى تحت الأرض أملاً في معالجهم. نشاهد معركة هدم النظرة السورية للمرأة من زاوية أماني وزميلاتها إحقاقاً لحقّهم في تولّي المسؤولية ولصون أحلامهم وآمالهم فيما سيحمله المستقبل لبلدهم سوريا وللنساء.