Doha Film Institute
يستكشف الفيلم التناقل الصامت للصدمات النفسية عبر الأجيال، مسلطًا الضوء على الإرث الثّقافي، الذي تعرض للطمس على يد الاستعمار والحرب، وما تلاها من أحداث في تاريخ الجزائر، وكذلك النّفي الذي تعرض له أبناؤها في فرنسا. يشمل الفيلم أغانٍ قديمة تناقلتها مجموعة القبايل، ليقدم بُعدًا نابضًا بالحرية ويساهم في إعادة تأسيس الروابط التي لطالما حطّمها التاريخ.
يبدأ الفيلم بكابوس يتجسد على هيئة أصوات الطائرات المروحية، والرسوم المتحرّكة المظلمة، والمواد الأرشيفية التي تظهر فيها طائرة مروحيّة فرنسيّة، تحوم فوق قرية والدتي خلال الحرب الجزائرية عام 1959.
في 17 أكتوبر 2020، فرضت فرنسا حظر تجول، لتعيد إلى الأذهان أحداث 17 أكتوبر 1961 عندما غرق 200 جزائري في نهر السين أثناء مظاهرة سلمية شهدتها البلاد، وسرعان ما أعاد ذلك الحظر ذكريات الصدمات النفسية - المرتبطة بالاضطهاد - والتي تناقلتها الأجيال. أدركت حينها أن العديد من النساء تجمعهنّ نفس الكوابيس المتعلقة بالاضطهاد، خاصةً أن جدّاتنا قد تعرضنّ لشتى أنواع الظلم خلال حرب الاستقلال الجزائرية.

عندما تحدثت مع جدّاتي، أدركت أن هذه الكوابيس تعكس واقعًا عنيفًا تعرّضت له نساء الجزائر، وقد عقدت العزم على تسجيل ورصد هذا التاريخ وتلك الذكريات قبل أن تتلاشى تمامًا. لقد تعرض معظم المدنيين إلى صدمات نفسية بسبب الأساليب التي لجأ إليها الجيش الفرنسي لإرهاب الشعب ومنعه من تأييد الثورة. وفي المنطقة الجبلية التي يقطنها سكّان القبايل، اكتشفت أن بعض السيدات قد لجأنّ لوسائل للتعامل مع هذه الصدمات التي ألمّت بهنّ، سواء بصعود الجبال - والذي يرمز إلى الانضمام إلى المعركة وخوض المقاومة حسب اللّهجة القبائلية - أو من خلال غناء الأغاني التقليدية كنوع من التعافي. وقد أيقنت مدى قوة الماضي المرتبط بالمقاومة وقدرة هذه الأغاني الثقافية القديمة على منحنا وسيلة للتعافي وإرشادنا كذلك في المستقبل.

قائمة المشاركين

إخراج
صابرين تشبي
إنتاج
شركة الإنتاج

نبذة عن المخرج

صابرين تشبي منتجة ومخرجة جزائرية فرنسية. اقتحمت عالم السينما في عام 2013 كمخرجة وثائقية علمّت نفسها بنفسها، وسعت من خلال أعمالها الأولى إلى تغيير الصورة النمطية عن الملوّنين وأحفاد المهاجرين في فرنسا والذين تعرّضت بلادهم للاستعمار الفرنسي خاصةً في ظل الصورة العنصرية المطروحة عنهم، وقد أخرجت وأنتجت فيلم "مزاياهم" والذي تناول جرائم القتل التي قام بها بعض رجال الشرطة في فرنسا بدون أن تتم محاسبتهم وقد
جهات التواصل