"لا أصدّق أن هذا يحصل"، هكذا صرخت بي نفسي عندما انهار جسد أبي فجأة قبل عامين. فمن كان يتخيّل أن والدي سيُبتلى بالشلل النصفي بعد كل هذا الزمن؟ لقد كنا نعيش حياةً لك أن تصفها بحياةٍ طبيعيةٍ قبل أن تثبت الأقدار غلط تصوراتنا، فقد أصبحت غرف المستشفى منزلنا الجديد الذي نطبخ فيه ونقيم وننام ونجتمع بالأصدقاء القلائل المتبقيين وغير ذلك من أقاربنا. وأمّي، بقلبها المليء بالإيمان، تدعو الربّ والقدّيسين أن يتغيّر حالنا. فنحن نمنّي النفس بمعجزةٍ عندما نرى أن كل شيءٍ يسير إلى الأسوء. أتتبّع بكاميرتي نجوات أمي في دعواتها السرمدية، باحثةً في إيمانها وما هو السرّ الذي يبقي هذا الإيمان حيّاً في جوفها. أنا أصنع هذا الفيلم محاولةُ تقبّل البلايا التي تُلقينا إليها الحياة، محاولةً فهم ضعف الجسد وتعقيداته وعلاقته بالروح. فإن عَجِزَ الجسد عن الحركة، فهل يعني ذلك تعطّل الروح؟ هل سيُعيد أمل أبي الحي قدرته على السير؟ أستكشف من خلال عدستي طبيعة الإنسان وقوة الإيمان وأنا أشاهد الصراع اليومي يتحوّل إلى سبيلٍ اعتياديٍّ للعيش.