دائماً ما أحببت المهربين لأنهم يتلاعبون بالحدود القائمة. "سمير في الغبار"، يظهر تطلعات ومخاوف مهرب جزائري شاب ينقل الوقود على ظهر بغل من قريته إلى الحدود المغربية. من خلال هذه الصورة، تبرز العلاقة المبهمة لصانع الفيلم مع هذه المنطقة الحدودية.
تجري أحداث هذا الفيلم في مقبرة صغيرة، تقع عند حدود الوادي الذي يفصل الجزائر والمغرب. يطلق عليها اسم مقبرة سيدي عمار، لأنها تقع حيث وضع المرابط ليركد في بنية متواضعة على شكل ضريح. هنا هلك جسده في بداية القرن العشرين. كان سيدي عمار شخصاً ذكياً: ففي مرقده الأخير، اختار جنة حقيقية، تطلّ على التلال السفحية لجبال الأطلس من جهة، وعلى التلال القاحلة الرائعة من الجهة الأخرى. أظن أن هذا أقل ما يستحقه، لأنه كان موضع ثقة الشعب في بلد بأكمله: كانت العائلات تأتي إليه بانتظام تسأله أن يتوسط لها للحصول على مبتغاها، كأن تجد المرأة زوجاً، أو أن ينجح الرجل في عبور المتوسط المحفوف بالمخاطر.