تخيل أن والدك فلسطيني حارَب ضد نظام فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، وتخيل أنه لديك عائلة لكنك نشأتَ بدون والدين.
لا يزال دور العرب في الحرب الأهلية الإسبانية مرتبطاً بالدرجة الأولى بالقوات المغربية الذين حضروا إلى إسبانيا بأمر من فرانكو من أجل التصدي لحكومة الجمهورية الديمقراطية. لقد سادت هذه الصورة منذ اندلاع الصراع، على نحو غطى بشكل كبير على دور الأقليات العربية في الحرب الإسبانية خلال تلك الحقبة. ويروي الفيلم حكاية صدقي، الصحفي الفلسطيني الذي قدم إلى اسبانيا بغية كشف تلك القطبة التاريخية المخفية. لقد كانت الحرب نقطة مفصلية في حياة صدقي وعائلته، وأثرت بشكل خاص على شقيقته الكبيرة دوليا التي حوصرت في روسيا لمدة عشرين عاماً عاشت خلالها منفصلة عن عائلتها. لقد تسببت حالة عدم الاستقرار والفوضى التي عصفت بالقرن العشرين في تفريق عائلة صدقي وتشتيت أفرادها، بدءاً من الحرب الأهلية الإسبانية، مروراً بالحرب العالمية الثانية ووصولاً إلى النكبة والحرب الأهلية اللبنانية؛ قرنٌ كامل من الحروب الدامية يُختزل بحكاية واحدة من عائلات كثيرة عاشت أهوال تلك المرحلة وويلاتها.