من وحي أعمال الراحل جان جنيه، المدفون في المغرب، يُعتبر هذا الفيلم حواراً بين الراحلين ومن لم يرحلوا بعد، ودعوةٌ إلى المزج بين عالم هؤلاء وعالم أولئك، ورحلة بين التعنت الإنساني الأعمى والمرثيات الشعرية.
قبرٌ مدفون في منتصف مقبرةٍ على ناصية البحر. تأخذنا القصة إلى العرائش جنوبي طنجة في المغرب الأرض التي احتضنت رفات جان جينيه الذي كُتِبَ له فيها أن يعيش العقد الأخير من حياته. يُعدُّ جان جينيه اليوم أسطورةً بين سكان تلك البلدة، ولو أن قلةً قليلةً منهم يعرفون اسمه، والأندر منهم من قرأ شيئاً من أعماله. ولكنهم جميعهم لا يبخلون عليك برأيهم به، وكلهم يُعيدُ رسمه بطريقته الخاصة. أولئك هم في النهاية مجرد ناسٍ بسطاء فقراء، وبكل صراحة لا يعرفهم ولا ينظر إليهم أحد. إنهم المغربيون الذين لا صوت ولا مستقبل لهم. إنهم يشبهون شخصيات صفحات جينيه، واليوم كانوا هم من وقفوا حراساً على قبره. يعود بنا هذا الفيلم إلى حياة الكاتب العظيم، ويرسم لنا نافذةً إلى بلدٍ ورسالة إجلالٍ لساكنيه، حوارٌ بين الراحلين ومن لم يرحلوا بعد، ودعوةً إلى المزج بين عالم هؤلاء وعالم أولئك، ومثالٌ تتجلّى فيه روح الإنسانية.