يرسم الفيلم صورة للسودان على شكل قصيدة ورسالة في حب هذا البلد، من خلال قصص شجن ومزامل ومها ورفيدة وخطّاب والذين تمتزج قصصهم بحكايات هذا البلد الذي لازال يمر بمرحلة ثورة ومعركة غير عادلة بين أصوات الشباب وجبروت الجيش.
يرصد الفيلم قصة شجن ومها ومزامل ورفيدة وخطّاب وهم سودانيين في العشرينيات من عمرهم ونشطاء في عالم السياسية ويتمتعون بمواهب إبداعية مميزة. يعتبر الفيلم قصيدة سينمائية ولوحة جماعية لجيل لازال يحارب من أجل نيل حريته، سواء بالكلمات أو القصائد أو الهتافات. وبينما يواجه جيشاً فاسداً مسؤولاً عن جرائم حرب بشعة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، كان بإمكانه - ذلك الجيل الجديد - أن يفقد عزيمته، لولا أن قوة الخيال والقصائد والحلم المشترك هو ما عزز قوته ومكّنه من إسقاط النظام السابق. لقد كتا أتتبع هؤلاء الشباب خلال الإضراب الذي دام 57 يوماً أمام مقر الجيش في الخرطوم. وبعد أن تمكنوا من النجاة من مذبحة 3 يونيو 2019 - والتي هاجم فيها الجيش كل من شارك في الإضراب وقتل المئات خلال ساعات قليلة، وبعد أن قاوموا الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، ظللت أتابعهم حتى دقت الحرب الأبواب، تاركةً الدمار والموت في كل ركن وفي كل مكان، وهو ما دفع بالجميع إلى البحث عن منفى.