تأوي عيشة، رائدة الهجرة المغربية إلى بلجيكا، إلى مثواها الأخير في بروكسل. ويأخذنا الفيلم في مسيرةٍ نتتبّع فيها الأثر التي تركتها ورائها من طنجة في المغرب إلى العاصمة البلجيكية بروكسل.
فقدت أمي عائشة حسّ الزمان والمكان عندما بلغ عمرها السبعين عاماً. لم تعد تريد عائشة، التي أُجبِرَت على الانتقال إلى دار رعايةٍ يُرسل إليه الذين نهش مرض الزهايمر عقولهم، سوى أن ترحل، ولا يهم إلى أين يكون هذا الرحيل، وهي التي لم تعد تعرف نفسها، ما دامت ستتخلّص من هذا الوباء القاهر. قرّرت، وأنا أرى هذا الهوس بالرحيل، أن أسجّل حياتها وأن أسألها عن ذكرياتها. يعيش المشاهد في هذا الفيلم قصةً شجيةً من طنجة إلى بروكسل على أكفّ صوتين، يكتشف فيها، بين الشظايا والذكريات المبعثرة، رحلةً تراجيديةً لإنسانةً بطلةً وأحد رواد الجيل الأول من المهاجرين المغربيين إلى بلجيكا التي أفنت حياتها وهي تحاول أن تهرب من مصيرها الذي فرض عليها أن تكون زوجةً خانعة.