يحاول صبي تونسي أسمر البشر استعادة حقه في التعبير عن نفسه في مجتمع مصمم على قمعه.
في تونس، خلال عام 2023، وفي ظل أزمة المهاجرين، نتابع حكاية وليد، الصبي الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، والذي يواجه تساؤلات يومية عن هويته كصبي تونسي أسمر البشرة في وقت باتت العنصرية تواجه ارتفاعاً ملحوظاً. يعاني الصبي من مرض الصمت التقدمي وهو ما يجعله غير قادر على التحدث أو الرد عندما يُسأل عن هويته. وعندما يفشل في التعبير بالكلمات، يجد ملاذه في ممارسة السحر والخدع البصرية. يحاول وليد التأقلم مع عالم يسيء فهمه، وتصبح موهبته الكبيرة نعمة ونقمة في آنٍ واحد، إذ يبدأ والده في استغلال خدعه السحرية لممارسة السرقات والنصب في الشارع، ليجد وليد نفسه محاصراً بين ضرورة الصراع من أجل البقاء وشعوره بالاستغلال من قبل والده.
في هذه الأثناء، تعيش والدة وليد حالة من القلق الشديد والمستمر في ظل تفاقم أزمة المهاجرين في جنوب الصحراء وتخشى أن يظن الناس أن وليد - بسبب لون بشرته - مهاجر قادم إلى البلاد وهو ما قد يعرضه للعنف والعنصرية. تتوتر العلاقات داخل أسرة وليد، في ظل الضغوطات المتعلقة بالفقر والعنصرية وغياب الاستقرار الاجتماعي. وفي صراعه بين الولاء والخوف وحلم الهروب، يجد وليد صعوبة في التعبير عن نفسه - فعلياً ورمزياً - في عالم يرفض أن يراه على حقيقته. ومن هذا المنطلق، يُروى هذا الفيلم من منظور طفل يرى كل شيء لكنه غير قادر على الكلام.