يتمحور هذا الفيلم السريالي المثير حول دميةٍ خشبيةٍ بحجم إنسان تختزل مفهوم الدخيل - المهاجرون في عالمنا. ولكن القصة تسير بعكس مجريات ما يتمّ تصويره في العادة، فالمخلوق الخشبي هنا يريد العودة إلى منزله، إلى غابته. وتتقاطع دروب ثلاثة شخصيات، المخلوق الخشبي والامرأة والحطّاب في مكانٍ عابرٍ للمكان والزمان، وقلوب كلٍّ من هؤلاء الثلاث يئنّ شوقاً لشيءٍ فقده، للحب، للانتماء. نرى القصة، بحواراتٍ محدودة، من منظور المخلوق الخشبي في الحاضر. توجد قوىً شريرةٌ تطارد المخلوق الخشبي في غابته، مما يُضطره إلى الاختباء في مكانٍ غريبٍ عنه، منزل الامرأة التي تلحظ وجود شيءٍ غريبٍ في منزلها، ويتملّك الخوف قلبها عندما تجد المخلوق الخشبي، ولكن سرعان ما يتحوّل الخوف إلى شفقة. تغادر الامرأة منزلها فهي الأخرى تشعر بدنو الخطر الذي لا يراه أحد، ويبقى المخلوق الخشبي عالقاً في المنزل، ويصبح ملجأه هو سجنه. أما الحطّاب فهو من يتولى رعاية شؤون المنزل. وتساور قلبه الشكوك بسبب الأصوات الصادرة من المنزل والشخص الغريب الذي يقبع فيه. ولكن الحطّاب هو الآخر قد أعيته الوحدة ويتوق لشيءٍ من الأنس، وهكذا ينشأ ترابطُ بينه وبين المخلوق الخشبي، ويقرّر الحطاب أن يساعده على الهرب. هل سيجد المخلوق الخشبي طريقه إلى غابته؟ هل كان ذلك حلماً لا أكثر أم أن تلك القصة قد حدثت فعلاً؟