لوحةٌ كانت خطوطها ذكرياتٌ مسروقة، وألوانها جروحٌ مفتوحة نغوص فيها في رحلةٍ اجتماعية-سياسيةٍ رمزية بين تفاصيل المجتمع، والصراع بين الدين والهوية والوعي الجمعي. رسالة وداعٍ ورثاءٍ قادح لأمٍّ، لأرضٍ، لبطلٍ، لضحيةٍ، لشهيد.
تطوف امرأةٌ تحمل صليباً خشبياً على ظهرها أطلال وشوارع بلدٍ أفريقيٍّ مكتظ. ويتبع الباعة، والمتسوّلون، والمارّون هذه الامرأة بين أصوات الغضب ونظرات الشفقة وعيون الفضول. ويحبو حملٌ صغيرٌ على الجانب الآخر من بين قطيعٍ من الغنم مسرعاً من الجبال البعيدة إلى قلب المدينة وهناك ينتهي به الأمر معلّقاً ومسلوخاً ومقطوع الرأس على كتف أحد اللحّامين. ننتقل إلى امرأةٍ جالسةٍ منكبةٌ على حياكة ثوبٍ في بيتٍ لا سقف له تحت الشمس الحارقة، وتحاول فكّ خيطٍ التفّ حول رأس ابنها. " أمي، أنا أختنق. هذا آخر فيلم لي عنك" هو رحلةٌ رمزيةٌ اجتماعية-سياسية في خضم مجتمعٍ تشدّه جدليات الدين، والهوية، والذاكرة الجماعية. "لقد رأيت فيكي يا أماه ما رأوا فيكي. أنتِ تستحقين هذه الحرب."