تجد "زي" نفسها عالقةً في الفضاء السيبراني في رحلة عودة مستحيلة وأبدية إلى فلسطين. يشتّت العالم الافتراضي أوصالها فتصل بين حيفا الأربعينات وبيروت التسعينات ومونتريال 2020. تعود "زي" أخيراً إلى جسدها في العالم الحقيقي وقد اكتشفت أبعاداً جديدة للحياة في هذا العالم.
فقدت "زي" ذاتها في متاهات العالم السيبراني التي تُلقي بها في مكانٍ له شبهٌ عجيب بمدينةٍ تشبه موطن جديها ولكنها تنكر أنه كان لهم وجودٌ أصلاً. تحّلق "زي" في أماكن تُوحي هيئتها بأنها واقعية ولكن المشكلة أنها لا تستطيع دخولها، وتُبحر "زي" في أعماق أخّاذة تسلب الحواس. وسرعان ما تعود ذاتها إليها عندما تبدأ باستشعار ظلم حبسها، إذ تشوّه الذكريات التي ورثتها وعاشتها "زي" عن المنفى صورةَ حيفا وتُحَوِّلها إلى مدينةٍ مشوّشةٍ مضطربة تجمع الأماكن العديدة التي تعيش "زي" فيها اليوم. تقفز "زي" إلى مكانٍ آخر وقد أدركت الآن كيف يمكنها أن تتجوّل فيما هو أشبه بالمتاهة، فتتحوّل من مجرد التحديق في هذا المكان إلى الاشتباك معه. ويتحوّل المنفى من هويةٍ وطنيةٍ إلى نذرٍ سياسي بتحرير هذا المكان من الاستعمار مهما عنى ذلك.