في مطارٍ مكتظٍ بالناس، تصارع أحلام، الأم الهاربة التي لم يتجاوز عمرها 14 عاماً، الظلال الزاحفة نحوها والتي تحاول أن تسرق منها الحلم الوحيد الذي سيحرّرها.
كانت هذه المرة الأولى التي تزور فيها أحلام المطار. ولكن سرعان ما يعكّر عليها حزنها على كل ما ستتركه وراءها بلا رجعة تشوّقها للسفر إلى مكانٍ جديد. يتراقص غزالٌ أزرق أمام ناظرنا وهو يقفز بنا من محطةٍ إلى أخرى من ذكريات أحلام وصدمات طفولتها داخل القاعة وأضوائها الساطعة، ومن حولها المسافرون يلتهمون طعامهم في كافتيريا المطار مثل ذئابٍ لا تقل وحشيتها عن وحشية واقع حياة أحلام التي تزوّجت وهي لا تزال طفلة، وأنجبت أولى أطفالها بعمر 14 عاماً. تستثير أصوات أجهزة أمن المطار شجون ذكريات مخاض الولادة وما كان فيها من وحشةٍ وآلامٍ تجرّعتها أحلام التي أصبحت ترى الطابور أمامها مجموعةً من الأجنة تخرج منها. إذاً تتحوّل تلك الغزالة الراقصة البريئة إلى مخلوقٍ شجاعٍ شرسٍ متأهّبٍ لمواجهة العالم والبدء برحلة تطبيب جروحه وتحقيق حلمه بأن تصبح مضيفة طيران يعتمد على نفسه.