يعود شادي، الناشط الذي يبلغ من العمر 30 عاماً، إلى قريته مسقط رأسه في فلسطين للاحتفال بحصوله على الجنسية الفرنسية. وما بين رغبته بالعودة والواقع المرير الذي عاشه في المنفى، يحاول التغلب على شعوره بالذنب بسبب قراره بعدم العيش في ظل الاحتلال والقمع.
يعود شادي، الناشط الفلسطيني الذي نال الجنسية الفلسطينية، إلى وادي رحال في فلسطين المحتلة على أمل أن يستقر هناك. على الرغم من مرور سنوات، إلا أن ذكريات رحلته الأولى إلى فلسطين لم تغادره يوماً ولازال يتساءل بشأنها، ومن خلال هذا الفيلم، نراه وهو يشاركنا هذه التساؤلات. خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من عطلته، تتضح ملامح شادي، الذي يراه الناس على أنّه بطل فيضطر لمواجهة ومواكبة توقعات الآخرين منه. ترغب والدته بتزويجه لفتاة محلية أما أخوه، وهو سجين سياسي سابق، فيعتبر حياته في فرنسا نوعاََ من الخيانة للأسرة وللقضية الفلسطينية. ومع استمرار توسع قوات الاحتلال على حساب القرى، فإن شادي يدرك تدريجياً بأن المقاومة السياسية في القرية قد باتت أضعف من أي وقت مضى. يرفض الحزب الذي كان شادي ينتمي إليه، فتح، الاعتراف بشادي رغم أنه لم يتخلى عن ولائه له حتى أثناء مكوثه في فرنسا، ويُحبط شادي من هذه المعاملة التي يتلقاها من أعضاء الحزب. وعلى الرغم من الترحيب والحفاوة التي يشهدها في منزله، إلا أنه يبدأ في الرغبة في الرحيل مرة أخرى، إذ تسبب له هذه العودة خيبة أمل كبرى. واليوم، يعيش شادي في منزله في فرنسا مع زوجته أليكسيا وابنهما البالغ من العمر 3 سنوات ولازالت ذكرياته في فلسطين تؤرقه، فهل لازال يعتبر حياته في المنفى ضرباً من الاستسلام أم إنجاز من نوع خاص؟