في حي لا ديفينس الذي يضم شركات عدّة وأبراج حديد تخترق السماء وكاميرات تراقب كافة التحرّكات، تقع سلسلة من حوادث الانتحار لتكشف عن خلل واضح في المجتمع. وفي ظل هذه المدينة التي أصبحت على وشك الانهيار، تتقاطع حياة عدة شخصيات وسط شعور عام بأن الدمار هو السبيل الوحيد لإعادة إحياء المدينة.
"في حي لا ديفينس الباريسي الذي اتخذته شركات عدة مقراّ لها، بأبراجها الحديدية الشاهقة، تنتشر أجواء مريبة في أرجاء المدينة. تم تصوير الفيلم بنظام الـ16 ميللي، عبر المزج بين المقاطع المصوّرة بكاميرات المراقبة والمؤثرات البصرية السريالية، ليضع المشاهد في قلب عالم يسوده الارتياب والخوف وكأنها لعنة قد حلّت على المدينة. ولتصوير هذه الأجواء، اعتمد العمل على نموذج مصغر للمدينة، تم تصميمه بعناية فائقة ليصبح أشبه بأرض معركة ومسرح في ذات الوقت لتدور عليه هذه الأحداث التي تنهار فيها الحقائق على يد الخوف الذي يمزّق الأرجاء. وعندما تنتشر موجة من حوادث الانتحار في الحيّ، ينتشر الارتياب كالنار في الهشيم، وكأنه صرخة مكتومة على وشك الانفجار.
أبطال العمل هم: كلير، ميستر ينج، كاثرين ومدام سولانج، وجميعهم شخصيات معزولة، يعانون من مخاوف وأزمات داخلية، وفي هذه الأثناء، فإن شخصية غامضة تظهر في المدينة، إيذاناّ بكارثة ستقع عمّا قريب. ومع انهيار المدينة شيئاً فشيئاً، يصبح الدمار مصيراً لا يمكن الهروب منه أو تجاوزه، لكن أمل إعادة إحياء المدينة يبزغ وسط الحطام. يمزج العمل بين الغموض والفانتازيا والتعليق الذكي على القضايا الاجتماعية، راصداً حالة الارتياب الجماعي في مجتمع متهاوٍ. وبألوان باردة وشاحبة يغلب عليها الأزرق والأخضر، فإن العنصر البصري في العمل بمستوياته المختلفة وسرديته التي تعكس شقوق المجتمع تتناغم معاً لطرح تساؤل مفاده: في مدينة يسكنها الأشباح، كيف يمكن للمرء أن يبقى على قيد الحياة؟
"